السير نحو المجهول خنوع، خضوع، ذل ومهانة وانقلاب على تفاهمات وعهود خلت أظهرتها اليوم وما قبله جلسة الحكومة التي تطوع رئيسه
السير نحو المجهول
خنوع، خضوع، ذل ومهانة وانقلاب على تفاهمات وعهود خلت أظهرتها اليوم وما قبله جلسة الحكومة التي تطوع رئيسها نواف سلام أن يكون عراباً لتطبيع مذل، موقعاً على رقاب فئة من اللبنانيين ستتبعها فئات، فما كان إلا أن انبرى لهذا التهجم، أهل العزيمة والهمم وتسلحوا بميثاقية لبنان ليعلنوا انسحابهم من جلسة فقدت أهميتها الدستورية بعد انسحابهم، جلسة تتجه إلى توقيع ذل وانبطاح جديد .
لم يكن مستبعداً أو مفاجئاً ما قام به وزراء الطائفة الشيعية عبر انسحاب من جلسة ذل لإعلان عدم ميثاقية الجلسة، خاصة أنها تسير في ركب ذل جديد وخنوع وخضوع، اعتدناه منهم ولم يكن جديداً، ضاربين بعرض الحائط كل عذابات جنوبية وبقاعية، متناسين دماء شهداء لم تجف وحرقة أهالي لم تبرد و تهديدات اسرائيلية لم تهدأ آخرها استهداف شخص راجل في بلدة كفردان في البقاع الشمالي قبيل موعد جلسة الشؤم بقليل، متسلحين بدعم أميركي اعتدناه يبيع الحلفاء حين الحاجة إلى بيعهم ولا ننسى مشاهد أفغانستان حين رحيل الأميركيين وهرولة بعض الأفغان والتعلق بالطائرة من الخارج أملاً بهروب بغيض مذل، كما لا نغفل احداث سوريا وما يجري من تفلت وعدم قدرة للنظام الحالي على ضبط مفاصل البلاد، بل ولجؤه تارة إلى روسيا وطوراً إلى إيران لتقوية دعائم حكمه واستمراره، إذن فالمراهنون على من ذكرناهم، خائبون لحد الخيبة لأنهم رموا أوراقهم في رهان خاسر، افتقد مع الإسناد الدولي المزمع إلى ميثاقية لبنانية والى تكتل شعبي كبير ستبرزه قادمات الايام، لتؤكد أن الرفض ليس شيعيا وحسب، بل هو عابر للطوائف يثور ضد حكومة ساقطة، لبست لبوس الذل، وباعت نفسها وتحاول بيع شعبها وأرضها مقابل منصب أو حفنة دراهم قليلة مهما كثرت .
إذن فلقد أعلنها نواف سلام صراحة أنه يسير في المشروع الغربي الإسرائيلي الأميركي وبعض عربي غير مبالٍ بمصائر اللبنانيين وأين سيصلون، ولقد تفوق على محمود عباس وعرب آخرين في مرتبة الخضوع والخنوع والذلة، ليستحق مرتبة عميل اول بلا منازع .
إنها البداية التي سعت المقاومة وسعى الثنائي الوطني وسعى الشهيد الأمين ويسعى إليها دولة الرئيس نبيه بري في كل لحظة، في محاولة لوقف نزيف دم اذا بدأ لن ينتهي، وهم العارفون، أي ثنائي الكرامة، ما يملكون من قوة، يستطيعون معها نزع كل السلطات واحتلال كل المرافق بشكل يسير، ربما لا يتعدى الساعات، وها هو التاريخ القديم والحديث يشهد، رغم هذه القوة، فهم يحاولون دائماً كظم الغيظ والتعالي عن الصغائر، حفاظاً على كيان تميز بتنوعه المذهبي والطائفي في الإقليم .
مغامرة تمام سلام قد تودي بالوطن والمواطن إلى أماكن تعود بنا إلى سبعينيات القرن الماضي، مع فارق في الحسابات وفارق في النتائج، وربما ستنشأ معها دستوراً جديداً وطائفاً جديداً ونظام حكم جديد تحدده مجريات الواقعة، إن وقعت .
في حسابات الربح والخسارة، فإنه لا مجال للحكومة ومن خلفها ومن يوقد نار الفتنة من قدرة على إحداث ثغرات يرجونها هم وأسيادهم الاسراىيليون، وستنقلب حساباتهم نتيجة كل ما سيحدث، صدقوني ولا ابالغ، قد نشهد نظام حكم لبناني جديد، لن يكون بعيداً عن أميركا والغرب، خاصة مع كثرة تبدل مواقف ترامب وكثرة صفقات البيع والشراء لديه وقد رأينا خضوعهم أمام العزم اليمني والإصرار على المتابعة ورفض الخنوع .
خطوة حمقاء، ربما تفتح بركان جحيم على لبنان تحرق معها كثيراً من نقاط وحدة، لكن في المحصلة وفي النظرة الموضوعية، الهادئة والمتابعة للأمور، والعارفة ببعض خفايا قوة يحاولون إخفائها، فإننا نرى أنه إن لم تُحَل عقدة ما حصل، وتعنت سلام وتغطرسه، وإن لم يتدخل العاقلون المدركون لهول ما سيحصل، فإن أياماً ليست بالبعيدة ستعيد خلط كثير حسابات في المنطقة واوراقها، وستعيد رسم مشاهد جديدة، تدهش العالم، ومعها ستعود معادلة الردع التي كانت قائمة بين المقاومة واسرائيل من جديد، وستكون الخلاصة أن باب الحلول الوحيد مع اسرائيل هو المقاومة، ومع أزلامها هو الحساب العسير والعقاب العادل، ولربما ترون حقائب قد استعدت للمغادرة دون رجعة نحو عواصم وبلدان أخرى .
نسأل الله التوفيق والخير لهذه القطعة التي زينتها السماء وكانت جميلة بأهلها وشعبها ومقاومتها وستبقى كذلك، فهي قطعة من الجنة، بعثها الخالق لتزين الأرض كانت وستبقى جميلة رغم كل التشوهات التي لحقتها من عميل هنا أو خاضع هناك . إنه لبنان، كان وسيبقى، أرض المقاومة، منبع العز، وملتقى الرجال، سنحميه بعيوننا رغماً عن كل حاقد وضيع، وستبقى قرارات الذل التي يحوكونها في أوكار العتمة والخديعة، لا تساوي الحبر الذي كُتبت به .
وفي النهاية، إتعظوا وتمهلوا لأن السلاح لم يعد ملكاً للمقاومة، وليس لها حرية التصرف به، إنه ملك كل عروبي شريف مقاوم، ولن يسامحكم أو يجيز لكم التصرف به أو التفريط بتلك المقدرات، وللصهاينة كلمة، واللهِ ما عجزتم عنه في الحرب، لن تستطيعون سلبه بمكائدكم وصبيانكم وستشهد الايام عن التبدلات القادمة التي ستفلج قلب كل محب وطني .
إنهم يرونه بعيداً، ونراه قريباً بإذن الله .
حمزة العطار
ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها